فاضل محمد قادر
پوخته
المعروف ان الرثاء هو صوت البكاء مع الحركات والكلام على الميت، إضافة الى ذكر محاسن الميت والصفات الانسانية ...
زیاتر بخوێنەوە
المعروف ان الرثاء هو صوت البكاء مع الحركات والكلام على الميت، إضافة الى ذكر محاسن الميت والصفات الانسانية النبيلة فيه. والمتعارف قديما كان الرثاء على الميت على وجه الخصوص، وبمرور الزمن بدأ الشعراء يرثون الأحياء أيضا، وكلما زادت الصلة بين الشاعر والمرثي عليه زادت قوة قصائد الرثاء. وقد تعددت أغراض الرثاء في الشعر العربي قديما وحديثا، وذلك حسب صلة الشاعر بالمرثي عليه، مثل رثاء الأخ والأب والأم ورثاء البنت والأخت، أما رثاء الزوج على الزوجة قلَّ ما نراه في الأدب العربي القديم وذلك بسبب الحالة الاجتماعية عند العرب انذاك . وهناك رثاء المدن والممالك ورثاء فقدان الرقة والجمال، وهذا النوع الأخير غالبا ما نراه عند الشواعر . ويشكل الرثاء في الشعر الجاهلي غرضا مهما من الأغراض العديدة التي ولجها الشعراء، وذلك حين يفقد عزيز لديهم، والرثاء نمط من الحزن الذي ينتاب النفس ويراودها بين الحين والاخر، وقد يجلب الهم للانسان كما فعل بالخنساء،حيث هي الباكية -الحزينة- ، وقد عرف البكاء الدائم عن طريقها عند النسوة حينما يفقد لهن أخا أو زوجا أو قريبا، فنراهن يستذكرهن بالشجن. وقد عرف هذا اللون من الأغراض شواعر ولاسيما من المخضرمات، مثل الخنساء ومروة والرباب ابنتا عبدالمطلب بن هاشم، وفاطمة بنت الأحجم الخزاعية، ومن الشعراء من مثل امرئ القيس وعبد يغوث. وقد تكونت بنية القصيدة الرثائية في شعر ما قبل الاسلام وشكلت لوحة فنية، مفرداتها وألوانها تقترب من النفس ومخيلاتها، وهذا ما نكون بصدده في دراستنا.