إسماعيل إبرهيم مصطفى؛ سروه عبد المجيد محمود
پوخته
منح الخيال الأدب وجودا مميزا، ووجودا أسمى، وجعل منه أساسا في تشييد عوالمه، ففي الخيال سمو على ماديات ...
زیاتر بخوێنەوە
منح الخيال الأدب وجودا مميزا، ووجودا أسمى، وجعل منه أساسا في تشييد عوالمه، ففي الخيال سمو على ماديات العالم الواقعي وهو ما جعله خطا فاصلا بين العالم الواقعي والعالم الأدبي أو الشعري. وعلى الرغم من نقاط الالتقاء المحددة التي حاول البعض النظر إليها عند الحديث عن هذين العالمين، (مثلا سمة المنهجية الذي أشار إليه رولان بارت من بين سمات عدة وجد فيها نقاط التقاء بين العلم والأدب) (للاستزادة انظر رولان بارت: هسهسة اللغة ص14 وما بعدها)، إلا أن البون شاسع بينهما، فالعلم عالم الوقائع والحقائق وهو من نتاج العقل، أما الأدب فعالم الخيال ومصدرها العاطفة أي القدرة على تجاوز الواقع لخلق أماكن وأشياء جديدة، ومعلوم أن الفقه علم عقلي منطقي فيما الأدب علم تخيلي تصوري، فكيف وفق ابن حزم بين هذين الجانبين وما مدى تأثير أحدهما على الآخر؟ تبديل المراكز بين الفقه والأدب كانت من أولويات ابن حزم، حيث جعل من الهامشي في حياة الفقيه مركزيا بحسب مقررات المؤسسة الثقافية والأعراف الاجتماعية، وجرى الحديث عن تلك الهوامش على لسان فقيه البلاد الأول، فكان قلبا للمعايير الثقافية وخروجا عن المؤسسة وإملاءاتها.