عبد الحميد علي سعيد البرزنجي؛ صابر علي حسن الحريري
پوخته
إن التمرد والاحتجاج ظاهرة إنسانية وتاريخية عرفتها جل المجتمعات والثقافات البشرية المختلفة، وتتميز ...
زیاتر بخوێنەوە
إن التمرد والاحتجاج ظاهرة إنسانية وتاريخية عرفتها جل المجتمعات والثقافات البشرية المختلفة، وتتميز هذه الظاهرة بقدرتها على خلخلة البنيات الإجتماعية والسياسية والثقافية، لاسيما بنيات الأنظمة التي تتسم بنزعاتها السلطوية والاستبدادية.
ويشهد العراق وإقليم كوردستان - على السواء - تنامياً ملحوظاً لأشكال وصور الإحتجاجات في السنوات الأخيرة، ففي أكثر من مناسبة ظهرت الحركات الإحتجاجية وهي تمارس فعلها التنديدي كرد فعل على ضغوطات سياسية وإجتماعية وإقتصادية ونفسية، وانتكاسات حقوقية، من طرف (الدولة) أو غيرها، لعل أبرزها والتي أصبحت تطفو على السطح مايتعلق بسلسلة الإخفاقات التي أفرزتها عجز النخبة السياسية من تقديم البدائل والحلول للمعضلات التي أصبح المجتمع يتخبط فيها والتي إنتهت الى بروز أنماط سلوكية متعددة ومعبرة عن نزعات احتجاجية صارخة لدى الشباب خاصة المحتجين، من قبيل السخط والتذمر والتمرد إزاء الواقع الاجتماعي والمتدهور بسبب انتشار البطالة وسوء الخدمات، والتي ظهرت على إثرها العديد من الانحرافات السلوكية والمشكلات الاجتماعية، بين فئات وقطاعات واسعة من الشباب، كالإدمان والإنخراط في عصابات السرقة وأتساع ظاهرة التطرف والعنف.
وعليه، فأن هذه الدراسة تهدف الى تقديم رؤية سوسيولوجية حول جدلية العلاقة بين الشعور بالإحباط والنزعة الاحتجاجية لدى الشباب الكوردستاني وتحليل الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة والتي تبدو للعديد من المراقبين والباحثين تستوجب البحث بالنظر إلى ما يجري من تحولات سياسية سريعة محلياً وإقليمياً وحتى دولياً.