ضیاء حبیب توفیق
پوخته
ذهب معظم المحققين إلى أن مدرسة الكندي الفلسفية، تشكلت من منابع فلسفية متعددة، أبرزها المدرسة الافلاطونية ...
زیاتر بخوێنەوە
ذهب معظم المحققين إلى أن مدرسة الكندي الفلسفية، تشكلت من منابع فلسفية متعددة، أبرزها المدرسة الافلاطونية والمشائية والفيثاغورية والأفلاطونية المحدثة، وغيرها من الفلسفات الاخرى، وكأن الفيلسوف الإسلامي لم يعتنق أية فكرة سابقة على الآراء التي تبناها لبناء مدرسته الفلسفية. ولكن –كما يبدو- أن هذا التوجه أبعد ما يكون عن الكندي ومدرسته العقلية، لأن الذي يدقق في آرائه الفلسفية، يجد أنه لم يكن يمثل دور المتلقي المنظم للأفكار فحسب، بل كان يتلقاها بحذر وروية، لاسيما في المسائل الماورائية، وهو يوزنها بميزان القرآن الكريم، ثم بعد ذلك يستحسنها و يصوغها صياغة فلسفية إسلامية، وهذا ما جعله انتقائياً في اختياره للأفكار الفلسفية.
وإن هذه الانتقائية كانت سبب اختلاف مترجميه، بين من ذهب إلى أنه أفلاطوني النزعة، وبين من نسبه إلى أرسطو، أو أنه مزج بين فكريهما، بالإضافة إلى الأفكار والمدارس الفلسفية الأخرى التي استقى منها الكندي في بناء مدرسته العقلية. اما بالنسبة للمباحث الطبيعية والرياضية، التي حذا فيهما حذو أرسطوطاليس وفيثاغورس، فهما في نظره غير منفصلين عن مبحث الإلهيات، لذا نجده يوظف هذين الحقلين في خدمة عقيدته القرآنية، أو ما سمى بمحث الإلهيات، كأسلوب إقناعي لإثبات الموضوعات الماورائية.