كاوه إسماعيل عبدالله
پوخته
كلما تجاورت ثقافات وآداب الشعوب وتقاربت كثرت بينها أواصر التلاقح والتفاعل ، والعكس صحيح. فالأدب والثقافة ...
زیاتر بخوێنەوە
كلما تجاورت ثقافات وآداب الشعوب وتقاربت كثرت بينها أواصر التلاقح والتفاعل ، والعكس صحيح. فالأدب والثقافة حالهما حال اللغة، يمثلان عالما مفتوحا لتقبل التأثر من الآخر ومنحه التأثير بحسب مقتضيات التفاعل الحضاري بين ثقافات الشعوب وآدابها. والتّخميسُ في الشّعر لونٌ من ألوان البلاغة التي عمد إليها الشّعراء؛ لإظهار براعتهم في مجاراة فحول الشّعراء، بعد أنْ امتلكوا الأدواتِ اللازمةَ؛ لخوض غِمار هذا اللّون من النّظم، ولا نبالغ إذا قلنا أن التخميسَ يرقى إلى مستوى التّناص أو التّضمين والاقتباس؛ لأنّ الشّاعرَ يحافظُ على البيت الشّعريّ الذي اتّخذه أُنموذجاً للتخميس.
والتّخميسُ في الشعر أنْ يأخذَ الشّاعرُ بيتاً من شاعر آخر، فيجعل صدره بعد ثلاثة أشطر ملائمة له في الوزن والقافية؛ أي يجعله عجزَ بيت ثانٍ، ثمّ يأتي بعجز ذلك البيت بعد البيتيْن؛ فيحصل على خمسة أشطر . وهذا الشكل أو جنس من الشعر مشترك بين آداب الأمم المختلفة, وبما أن العلاقات الموجودة بين الأدبين العربي والكوردي عريقة جدا بالنسبة إلى الاداب الاخرى, لذا نرى هذه الصلات المتبادلة والقوالب المشتركة بينهما اوثق واوسع. على الرغم من بعض الخلاف المتعلق بخصوصية شعر الشعراء العرب والكورد، كما أن كلا الأدبين يشتركان في عوامل ظهور هذه القالب ونشأته.