عباس محمود احمد؛ هبه عدنان أحمد
پوخته
على الرغم من وجود مشکلة واضحة تتمثل بزحف المدینة وتوابعها على الاراضی الزراعیة الا ان طبیعة هذا التمدد ...
زیاتر بخوێنەوە
على الرغم من وجود مشکلة واضحة تتمثل بزحف المدینة وتوابعها على الاراضی الزراعیة الا ان طبیعة هذا التمدد تتباین من دولة الى اخرى, و ان هذه المشکلة تتضح فی الدول التی تمتاز بزیادات سکانیة سریعة وغیر ممنهجة ، ویعرف التوسع العمرانی بانه عبارة عن ازدیاد النمو وتطور الوحدات السکنیة الآهلة بالسکان، بمعنى ازدیاد فی عدد الوحدات السکنیة الناجم عن زیادة عدد السکان والذی تتضح مخاطره بشکل کبیر فی البلدان التی تعانی من التخلف او الفوضى الناجمة عن الحروب والکوارث، وهذا مایؤدی إلى زیادة الطلب على الأراضی الزراعیة ومن ثم ظهور خلل فی التوازن البیئی . فضلاً عن الزیادة السکانیة هناک عوامل أخرى تساعد على التوسع العمرانی أبرزها سیاسة الدولة من خلال استحداث الأحیاء السکنیة الجدیدة فی أو بالقرب من الأراضی الزراعیة فضلاً عن العامل المادی الذی من خلاله یتم أغراء أصحاب الأرض الزراعیة الواقعة فی ضواحی المدن واستغلالها لأغراض غیر زراعیة ، کما أن للعوامل الأجتماعیة أیضاً دورا بارزا من خلال رغبة البعض من سکان المدن فی السکن فی ضواحی المدینة ، إذ یقتطعون مساحات معینة من الأراضی الزراعیة ویحولونها إلى أرض سکنیة أو ترفیهیة فقط دون الأستفادة منها فی الزراعة ، وهذا ما یحصل فی مناطق عدیدة من العالم . وفی ما یخص العراق فانه یعد احدى البلدان النامیة التی یزداد فیها النمو السکانی السنوی بمعدل یبلغ 3.4% وهذا یعنی تراجع فی مساحة الاراضی الزراعیة امام الزحف العمرانی الذی تتطلبه هذه الزیادة ( العزاوی , 2005: 60) .
لقد تطورت الحرکة العمرانیة و أزداد عدد الوحدات السکنیة فی العراق نتیجة لزیادة الدخل وتحسن المستوى المعاشی لاسیما بعد عام 2003, مما دفع بالمواطنین الى اتخاذ منحى عشوائی نوعا ما فی هذه الحرکة العمرانیة حیث کان لضعف المتابعة والتخطیط من قبل الدولة والظروف المتخبطة للبلد بمثابة الاذن بالشروع بالتجاوزات على الاراضی السکنیة المتروکة والغیر مبنیة والمنتشرة بین الاحیاء السکنیة فی مختلف المحافظات العراقیة ناهیک عن ضعف الرقابة على التجاوز على الاراضی الزراعیة والتی تشکل حزام او مساحات خضراء لهذه للمدن . التوسع الحضری هو أمر طبیعی بسبب النمو السکانی ، سواء خارج حدود التصمیم الخارجی أو الداخلی, تتطلب دراسة التوسع الحضری إیجاد العدید من البدائل لمناطق التوسع المحتملة ، أو تحدید عدة مواقع داخل حدود الخطة الرئیسیة وفقًا لمجموعة من الخطط والأهداف الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة (الموسوی, 2018 : 93 ) .
بعد تزاید الحاجه الى اراضی جدیدة لغرض السکن اتضحت مشکلة کبیرة امام الاراضی الزراعیه من خلال تحویلها الى اراضی خاصة بالسکن والترفیه ( العزاوی , 2005: 59) .
یعد الاستشعار عن بعد من الوسائل العلمیة التی تعتمدها الکثیر من التخصصات ومنها نظم المعلومات الجغرافیة ، مصدرا مهما للمعلومات الحدیثة والدقیقة عن مسح موارد الکرة الارضیة ، ولایخفى انه مع نجاح تکنولوجیا الاستشعار عن بعد أصبح دور نظم المعلومات الجغرافیـة امرا ملحا ولاسیما بسبب زیادة حجم المعلومات وتنوعها مما یترتب علیه صعوبـة الاستفادة منها بالطرائق التقلیدیـة (احمد, 2012 : 3 ).
ان الدراسة الحالیة هی محاولة للإجابة على بعض الأسئلة المهمة منها:
ما هی استخدامات نظم المعلومات الجغرافیة(GIS) geographic information system فی الزراعة؟ وکذلک هل بالامکان من خلال تطبیق نظم المعلومات الجغرافیة(GIS) فی المجال الزراعی السیطرة على الموارد والحد من الاختلال البیئی ومراقبة التجاوزات السکنیة على المساحات الزراعیة فی العراق او فی غیره ؟ وقد خرج البحث بجملة من الاستنتاجات ابرزها ان ضعف سلطة الدولة وعدم تفعیل القوانین والتشریعات بعد عام 2003 قد وسع من مساحة الزحف العمرانی على الاراضی الزراعیة ..
